تعتبر روسيا موطنا لعدد كبير من المسارح. ويرجع ذلك إلى ما تميزت به من فنون مسرحية وموسيقية، ومن بينها مسارح الموسيقى، والدراما، والمسارح الكوميدية، ومسارح الأطفال. أزدهر الرسم الجداري في روسيا القديمة بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، وبرز الرسام غريك فيوفان (نحو1340)، والرسّام أندريه روبلي المتميّز بشاعريته وعمق أعماله، وديونيسي (1440ـ1503). ووصل النحت النافر إلى مستـوى عالٍ في كنائس فلاديمير سوزدال، وتطورت في القرن السادس عشر الطباعة الخشبية في الكتب. وفي القرن السابع عشر طغت السمة التزيينية على الرسوم الجدارية، التي غطت جدران الكنائس، وأنتشرت طباعة المعدن. أنتشرت في روسيا قديما الحرف الشعبية الفنية مثل; خوخلوما التي كانت تنتج أواني وأشياء خشبية مثل الملاعق والكؤوس والموبيليا وغير ذلك مطلية بألوان زاهية ذهبية وحمراء وأحيانا خضراء فاتحة على خلفية سوداء. ولا يستخدم الذهب في عملية الطلاء نهائيا بل يستخدم القصدير الفضي اللون أو مسحوق الالمينيوم. في ضواحي موسكو كانت هناك بلدة تسمى جوستوفو أشتهر سكانها بفن الرسم على الصواني المعدنية. وبفضل ريشة هؤلاء تصبح الصواني المعدنية تحفا فنية، وإلى الشمال الشرقي من العاصمة موسكو كان هناك أكثر من 20 قرية إندمجت مع بعضها لتشتهر بالصناعات الخزفية. إحدى هذه القرى تسمى غجيل، من هنا جاءت تسمية تحف غجيل الخزفية. في عام 1740 تأسس مسرح المدرسة العسكرية ونشط حتى العام 1757 الذي يعد المنعطف الأكثر أهمية في تاريخ المسرح الروسي، أي حين تأسس المسرح المحترف الكبير (البولشوي) والصغير (المالي) للمسرح والباليه والموسيقى في كل من سانت بطرسبرغ وموسكو، وبتمويل مباشر من البلاط. إلا أن الرقابة المتشددة أدت إلى منع أو تأجيل أو تعديل الكثير من المسرحيات ذات الطابع الانتقادي، كأعمال ميخائيل ليرمونتوف (1814ـ1841) ، وألكسندر غريبويدوف (1795ـ1829) وغيرهما، ولذلك جرت محاولات كثيرة لإصلاح الأوضاع المسرحية، كان أهمها محاولة المسرحي نيكولاي جوجول التي توّجت بالنجاح عند عرض مسرحية المفتش لجوجول عام 1836 بحضور القيصر، إضافة إلى محاولة ألكسندر أوستروفسكي في أعماله لخلق كوميديا ناقدة جادة، بعيداً عن الكوميديا الهابطة السائدة، والمتأثرة بمسرح الفودفيل الفرنسي، والتي تركز على التهريج اللفظي والحركي، في التأليف والتمثيل. وفي عام 1885 صار أوستروفسكي مديراً لمسرح مالي في موسكو، وكان النظام القيصري قد سمح منذ عام 1883 بافتتاح المسارح الخاصة. تم التأكيد على المسرح الناطق بللغة الروسية في المرحلة السوفييتية في جميع أرجاء الاتحاد السوفييتي، وعلى توحيد النظام المسرحي إدارياً ومالياً وفنياً، ولكن مع انهيار الاتحاد السوفييتي تقوض النظام المسرحي بأكمله نتيجة فقدان الدولة الراعية والحامية، وتشتت أعضاء الفرق، وصار غالبيتهم عاطلين عن العمل. وفي العقد الأخير من القرن العشرين، مع تبني الحكومة الروسية نظام اقتصاد السوق على الصعد كافة، أخذت تظهر تجمعات مسرحية جديدة.